الباجي قايد السبسي: حركة النهضة حركة وهابية كالسلفيين لا تؤمن بالهوية التونسية

Partager

Plus de News Plus de Mise a Jour, Rejoignez Nous sur Facebook

هاجم رئيس حزب حركة 'نداء تونس' الباجي قائد السبسي حركة النهضة الإسلامية الحاكمة واصفا إياها بأنها 'حركة وهابية لا تؤمن بالهوية التونسية لشعب يمتد تاريخه إلى أكثر من ثلاثة آلاف عام'. وشدد على أنها تسعى إلى 'تدمير' الإرث الثقافي والحضاري الذي راكمته أجيال من المصلحين'. وقال قائد السبسي 'إن حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية هي حركة وهابية' شأنها شأن الحركات السلفية 'لا تؤمن بالتراث الوطني وبالهوية التونسية التي تشكلت عبر أحقاب من النضال الفكري والسياسي'، مضيفا أن 'الحركات الوهابية غريبة عن المجتمع التونسي الذي يمتلك خصوصية ثقافية ودينية وسياسية يعتز بها التونسيون لأنها تمثل ملامح شخصيتهم الوطنية'. واختار السبسي مدينة سوسة الساحلية معقل الحزب الاشتراكي الدستوري الذي أسسه الزعيم الحبيب بورقيبة عام 1934 ليؤكد أن 'تونس لها هويتها وتعتز بها ولها خصوصيتها وتتمسك بها وهي ليست بحاجة لاستيراد لا النماذج الجاهزة الغريبة ولا المذهب الوهابي لأن الشعب التونسي يعتنق المذهب المالكي المعتدل منذ قرون'. وهذه أول مرة يصف فيها الرجل الذي يؤمن بـ'الهوية التونسية' حركة النهضة بأنها 'حركة وهابية' فيما يقول الفاعلون السياسيون إن 'النهضة يختمر في داخلها تيار وهابي قوي مرتبط خارجيا بالدعاة الخليجيين وداخليا بالجماعات السلفية' التي باتت تهدد مكاسب دولة الاستقلال. وجاءت انتقادات قائد السبسي لحركة النهضة ردا على إمعانها في تجاهل ذكرى استقلال تونس عن الاستعمار الفرنسي عام 1956 وإعلان النظام الجمهوري وتأسيس دولة الاستقلال من قبل النخب العلمانية وفي مقدمتهم الزعيم التاريخي الحبيب بورقيبة الذي يلقب بـ'أب الاستقلال'. وللعام الثاني على التوالي تجاهل حكام تونس الجدد ذكرى الاستقلال حتى أنهم منعوا الاحتفالات التي يتمسك بها التونسيون تعبيرا منهم على تشبثهم بدولة المواطنة المدنية وبحرية المرأة وبنظام التعليم الحديث الذي مثل طيلة أكثر من خمسة عقود مصعد وحيدا لأبناء الفقراء للارتقاء الاجتماعي. ويرجع السياسيون تجاهل النهضة لذكرى استقلال البلاد إلى العداء الشخصي الذي يكنه رئيسها راشد الغنوشي للزعيم بورقيبة إذ لا يرى فيه سوى 'شخص علماني ملحد وكافر'. واتهم قائد السبسي المؤمن بالفكر البورقيبي حركة النهضة بمحاولة 'تدمير' و'طمس' تاريخ تونس الذي 'هو أعرق منها' و'أكثر تجذرا في وعي التونسيين' من 'إيديولوجيتها الدينية'. وإزاء هذا التجاهل حاولت الأحزاب السياسية الوطنية إقامة احتفالات خاصة في مدينة المنستير مسقط راس زعيم تونس. وقال قائد السبسي إن حزب حركة 'نداء تونس' هو 'امتداد للمشروع الوطني الإصلاحي الذي بدأ مع خير الدين التونسي عام 1857، مرورا بزعماء الحركة الوطنية' مؤكدا أن 'نداء تونس' يستمد انتماءه ومرجعيته الفكرية من 'الهوية التونسية الوطنية'. ويعد خير الدين التونسي أبرز المفكرين المصلحين حيث قاد منذ منتصف القرن التاسع عشر حركة وطنية لتحديث مؤسسات الدولة والمجتمع. وشدد قائد السبسي على أن مرجعية حزب حركة 'نداء تونس' تختلف عن مرجعية حزب'حركة النهضة' ذي 'المرجعية الإسلامية القريبة من الحركة الوهابية'. ومنذ وصول النهضة إلى الحكم إثر فوزها في انتخابات 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011 انتشرت في تونس ملامح المذهب الوهابي الذي 'تجاهد' على نشره الجماعات السلفية لعل أبرزها فرض النقاب في مجتمع يعد من أكثر المجتمعات العربية تحررا. كما 'غزت' المجتمع التونسي المتسامح ظواهر التشدد والتكفير بعد أن استولى السلفيون على أكثر من 500 مسجد موزعة على مختلف جهات البلاد. وفي شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي أظهرت دراسة ميدانية أن أكثر من 500 حالة زواج عرفي منتشرة في صفوف الطلبة السلفيين. وطالبت منظمات نسوية وحقوقيون وحقوقيات إلى حماية مكاسب المرأة التونسية خاصة بعد أن دعا عدد من الجمعيات والأحزاب السلفية إلى تعدد الزوجات الذي يمنعه القانون التونسي. ويقود رجل بورقيبة الذي ناهز الثمانين من عمره معركة فكرية ثقافية إضافة إلى المعركة السياسية، إذ هو يدافع عن المشروع الإصلاحي الوطني الذي تزعمته نخبة من المثقفين والفقهاء المستنيرين منذ الثلاثينات من القرن الماضي وهو مشروع يؤمن بمفهوم 'التونسة' ويرفض رفضا قاطعا مشروع 'الأسلمة' الذي تسعى إلى تنفيذه حركة النهضة. ويحظى التيار الوطني بتأييد المفكرين والمثقفين الذين يؤكدون أن الهوية التونسية متعددة الأبعاد يمثل البعد العربي الإسلامي أحد مقوماتها إضافة إلى البعد الفينيقي والإفريقي والمتوسطي فيما تحاول النهضة تجريد تونس من هذه الأبعاد لتشدد على البعد الإسلامي دون سواه.

اقرأ أيضا: